في حياتنا اليومية، نستخدم أشياء ومصطلحات دون التفكير في أصل الأشياء التي جعلتها جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. من الهاتف الذي نحمله في جيوبنا إلى كلمة “أوكيه” التي نرددها عشرات المرات يوميًا، ومن البيتزا التي تُعد وجبة مفضلة للكثيرين إلى أدوات أخرى نعتمد عليها، هناك قصص مدهشة وراء هذه الأشياء. في أخبار التاسعة، سنغوص في تاريخ خمسة أشياء نستخدمها يوميًا، نكشف عن أصولها المثيرة وكيف تطورت لتصبح جزءًا من حياتنا. دعونا نبدأ هذه الرحلة التاريخية الممتعة لاستكشاف أصل الأشياء.
الهاتف: من اخترعه وكيف بدأ؟
عندما نفكر في الهاتف، يتبادر إلى ذهننا ألكسندر غراهام بيل، الرجل الذي يُنسب إليه اختراع الهاتف. لكن القصة ليست بهذه البساطة. في عام 1876، حصل بيل على براءة اختراع لجهاز يمكنه نقل الصوت عبر الأسلاك، لكن هناك نقاشات حول من اخترع الهاتف بالفعل. إليشا غراي، مخترع آخر، قدم طلب براءة اختراع مشابه في نفس اليوم الذي قدم فيه بيل طلبه، مما أثار جدلاً حول الأولوية.
بدأت الفكرة عندما كان بيل يعمل على تحسين التلغراف، لكنه أدرك إمكانية نقل الصوت بدلاً من الإشارات فقط. في إحدى التجارب، سكب بيل حمضًا عن طريق الخطأ وصرخ لمساعده توماس واتسون قائلاً: “واتسون، تعال إلى هنا، أحتاجك!”، وكانت هذه أول جملة تُنقل عبر الهاتف. من هنا، بدأت ثورة الاتصالات.
ومع ذلك، لم يكن الهاتف الأول عمليًا كما نتصور. كان يتطلب خطوطًا سلكية طويلة وكان محدود المدى. على مر العقود، تطور الهاتف من الأجهزة الثابتة إلى الهواتف المحمولة في الثمانينيات، ثم إلى الهواتف الذكية التي نعتمد عليها اليوم. إن أصل الأشياء مثل الهاتف يُظهر كيف يمكن لفكرة بسيطة أن تغير العالم.
كلمة “أوكيه”: من أين جاءت؟
كلمة “أوكيه” هي واحدة من أكثر الكلمات استخدامًا في العالم، لكن أصل كلمة “أوكيه” قد يفاجئك. هناك عدة نظريات حول مصدرها، لكن الأكثر شيوعًا تشير إلى أنها ظهرت في الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر. في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، كان هناك اتجاه في بوسطن لاستخدام اختصارات مضحكة. واحدة من هذه الاختصارات كانت “O.K.”، والتي كانت تعني “oll korrect”، وهي تهجئة متعمدة خاطئة لعبارة “all correct” (كل شيء صحيح).
اكتسبت الكلمة شعبية كبيرة خلال حملة الرئيس مارتن فان بيورين الانتخابية في عام 1840. كان لقبه “Old Kinderhook”، واختُصر إلى “O.K.”، مما جعل الكلمة رمزًا سياسيًا. من هنا، انتشرت الكلمة عالميًا، وأصبحت تُستخدم في معظم اللغات كتعبير عن الموافقة أو القبول.
ما يجعل أصل كلمة “أوكيه” مثيرًا للاهتمام هو أنها بدأت كمزحة لغوية، لكنها تحولت إلى رمز عالمي يُفهم في كل مكان. إنها مثال رائع على كيف يمكن للثقافة الشعبية أن تؤثر على اللغة.
البيتزا: رحلة عبر التاريخ
البيتزا هي واحدة من أشهر الأطباق في العالم، لكن تاريخ البيتزا يعود إلى جذور متواضعة. يُعتقد أن البيتزا بدأت في نابولي، إيطاليا، في القرن الثامن عشر كطعام للفقراء. كان الناس يضعون الطماطم والجبن والأعشاب على خبز مسطح، مما جعلها وجبة رخيصة ومشبعة.
في عام 1889، حدثت لحظة حاسمة في تاريخ البيتزا. زار الملك أومبرتو الأول وزوجته الملكة مارغريتا نابولي، وطُلب من صانع البيتزا رافاييل إسبوزيتو إعداد طبق خاص. أعد إسبوزيتو بيتزا تحمل ألوان العلم الإيطالي: الطماطم (الأحمر)، والموزاريلا (الأبيض)، والريحان (الأخضر). أُطلق عليها اسم “بيتزا مارغريتا”، وأصبحت رمزًا للمطبخ الإيطالي.
انتشرت البيتزا خارج إيطاليا مع هجرة الإيطاليين إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، حيث تطورت إلى أشكال مختلفة مثل بيتزا نيويورك وبيتزا شيكاغو. اليوم، تُعد البيتزا رمزًا عالميًا للطعام السريع واللذيذ. إن أصل الأشياء مثل البيتزا يُظهر كيف يمكن لطبق بسيط أن يتحول إلى ظاهرة عالمية.
شاهد المزيد: أفضل تطبيق لتعديل الصور باحترافية على هاتفك (أندرويد وآيفون)
القلم: أداة الكتابة التي غيرت العالم
القلم هو أداة يومية نأخذها كأمر مسلم به، لكن تاريخه يمتد لآلاف السنين. بدأت فكرة الكتابة بأقلام القصب في مصر القديمة، حيث كان الكتبة يستخدمونها للكتابة على أوراق البردي. لكن القلم الحديث، كما نعرفه اليوم، بدأ مع اختراع القلم الريشة في القرن السادس، والذي كان يُغمس في الحبر.
في القرن التاسع عشر، ظهرت أقلام الحبر السائل التي تحتوي على خزان داخلي، لكنها كانت تتسرب بسهولة. في عام 1938، اخترع الصحفي المجري لازلو بيرو القلم الجاف (ballpoint pen)، الذي استخدم كرة صغيرة تدور لتوزيع الحبر. هذا الاختراع جعل الكتابة أسهل وأكثر عملية، وأصبح القلم الجاف هو الأداة المفضلة للكتابة في العالم.
ما يجعل أصل الأشياء مثل القلم مثيرًا هو كيف تطورت أداة بسيطة لتصبح رمزًا للإبداع والتواصل. بدون القلم، لما كانت هناك روايات، أو رسائل، أو حتى ملاحظات يومية.
الإنترنت: الشبكة التي ربطت العالم
لا يمكننا الحديث عن أشياء نستخدمها يوميًا دون ذكر الإنترنت. بدأت فكرة الإنترنت في الستينيات كمشروع عسكري أمريكي يُدعى ARPANET، هدفه إنشاء شبكة اتصالات يمكنها تحمل الهجمات النووية. بحلول الثمانينيات، بدأ العلماء والباحثون في الجامعات باستخدام الإنترنت لتبادل المعلومات.
في عام 1989، اقترح تيم بيرنرز-لي فكرة الشبكة العنكبوتية العالمية (World Wide Web)، وهي نظام يربط الوثائق عبر الإنترنت باستخدام الروابط التشعبية. بحلول التسعينيات، أصبح الإنترنت متاحًا للعامة، وتحول إلى أداة لا غنى عنها في العمل، التعليم، والترفيه.
إن أصل الأشياء مثل الإنترنت يُظهر كيف يمكن لفكرة تقنية معقدة أن تصبح جزءًا من حياتنا اليومية، تربط الناس عبر القارات وتغير طريقة تفكيرنا وتواصلنا.
من اخترع الهاتف؟
ألكسندر غراهام بيل هو المخترع الذي يُنسب إليه اختراع الهاتف في عام 1876، لكن إليشا غراي قدم طلب براءة اختراع مشابه، مما أثار جدلاً حول الأولوية.
ما هو أصل كلمة “أوكيه”؟
نشأت كلمة “أوكيه” في ثلاثينيات القرن التاسع عشر في بوسطن كاختصار لـ “oll korrect”، وهي تهجئة خاطئة متعمدة لـ “all correct”. اكتسبت شعبية خلال حملة مارتن فان بيورين الانتخابية في 1840.
ما هو تاريخ البيتزا؟
بدأت البيتزا في نابولي، إيطاليا، في القرن الثامن عشر كطعام للفقراء. في عام 1889، أُعدت بيتزا مارغريتا للملكة مارغريتا، ومن هنا انتشرت عالميًا.
كيف تطور القلم؟
بدأ القلم بأقلام القصب في مصر القديمة، ثم تطور إلى القلم الريشة، وأخيرًا إلى القلم الجاف الذي اخترعه لازلو بيرو في 1938.
من اخترع الإنترنت؟
بدأ الإنترنت كمشروع ARPANET في الستينيات، لكن تيم بيرنرز-لي هو من اقترح فكرة الشبكة العنكبوتية في 1989، مما جعل الإنترنت متاحًا للعامة.
خاتمة
إن استكشاف أصل الأشياء يكشف عن قصص مدهشة تجمع بين الإبداع البشري، الصدفة، والتطور التكنولوجي. من الهاتف الذي غير طريقة تواصلنا، إلى كلمة “أوكيه” التي بدأت كمزحة، والبيتزا التي تحولت من طعام الفقراء إلى رمز عالمي، والقلم الذي سجل أفكار البشرية، والإنترنت الذي ربط العالم، تُظهر هذه القصص كيف تتشكل حياتنا من أفكار بسيطة. في المرة القادمة التي تستخدم فيها أحد هذه الأشياء، توقف لحظة وفكر: كيف بدأت؟
شاهد المزيد: ترتيب الأفلام في شباك التذاكر الأمريكي لنهاية الأسبوع 23/04/2017
